الجنرال عون هو على قدر رفيع من الذكاء الذي ولا شك يسمح له أن يحلل وضعه لما بعد أن يصبح رئيسا للجمهورية فلماذا لم يستعمل ذكاءه ؟!
ألجنرال عون رغم أخطائه ابان الحرب الأهلية و خرو جه من لبنان منفيا ! مهد بعد سنوات لعودة سلسة الى ربوع الوطن بعد أن عمل على اصلاح أخطائه السياسية فكانت زيارته الى سوريا و صيغة تفاهم مع حزب الله مما جعله بنظر اللبنانيين قائدا محبوبا و رجل المواقف الذي ينظرون من خلاله الى مستقبل لبنان – عدا ذلك كان رئيس أكبر كتلة نيابية و لو بقي على راسها لاتسعت فيما بعد بما يسمح له من مجلس النواب أن يقوم بالاصلاحات التي كان يتكلم عنها و أهمها الدولة المدنية…
كان اللبنانيون منقسمين حول الجنرال عون بموضوع توليه رئاسة الجمهورية و قد طال شغور هذا المنصب الى أن أتت ظروف و انتخب رئيسا للجمهورية و حتى من معارضيه…!
طيلة تلك المدة الغير و جيزة لم يفكر الجنرال أنه ليس بامكانه أن يحكم بدستور يعارضه و لم يوافق عليه وهو دستور الطائف- كما أنه لم يفكر أن دستور الطائف حرم رئيس الجمهورية من صلاحياته فهو رغم معارضته للدستور لا صلاحيات لديه تمكنه من التغيير كما أن من انتخبه من معارضيه كان سيبقى معارضا له ! أما الحاجز الذي حجب الرؤية بين عيني الجنرال الذكي و الواقع هو طموحه أن يدخل التاريخ رئيسا للجمهورية !
لذلك هو عدو نفسه وما حصل من انقسامات ومن تفكك في الدولة و المجتمع على مدى ست سنوات من ولايته سيلاحقه كيف ما اتجه – ولو ترك الدبلوماسية و عاد الى السياسة في تياره لن يكون كما كان قبل أن يكون رئيسا للجمهورية و يسهل نقده دائما :(خلال ست سنوات لم تحقق شيئا مما كنت تقوله فعما تتكلم اليوم )…؟!
Leave a Reply