Archive for July, 2022
لا لرئيس يدير الأزمة في لبنان
لبنان ليس بحاجة لرئيس يظهر على شاشة التلفزيون ليقول للبنانيين أنه يحبهم جميعا بل الى رئيس يعبر للبنانيين عن محبته لهم بمواقفه الشجاعة و قراراته الصائبة كرفض الحصار الاقتصادي و عدم الانصياع الى أي قرار خارجي ليس لمصلحة لبنان و التعامل مع الدول التي تتعامل معنا باحترام و من أجل مصالح متبادلة ولدينا نموذج مما قرأناه اليوم على مواقع الكترونية :
اتفق وزراء الزراعة في سوريا ولبنان والأردن والعراق على تعزيز التبادل التجاري من خلال تبادل الوثائق حول إمكانية إنشاء شركة مشتركة خاصة تعمل على تسويق المنتجات الزراعية فيما بينها.
_وافق وزير الطاقة اللبناني وليد فياض على قبول هبة الفيول الإيراني.
على اللبنانيين أن يتفقوا على رئيس للجمهورية يمكنه أن يسير ثابت الخطى في هذا الاتجاه كفانا ادارة أزمات و كفانا مذلة و هؤلاء الذين يقكرون بادارة الأزمات فهذه السياسة لم تعد تصلح للبنانيين فتلك السياسة و أصحابها أوصلوا البلد لما هو عليه و هم يريدون المضي بهذه السياسة العرجاء و بعضهم من يعتبر نفسه من الجيل الجديد- و لكننا نسمع أحاديثهم و نقرأ تغاريدهم فما زالوا يؤمنون أن رئيس الجمهورية في لبنان يعينه الخارج و الأزمة اللبنانية تنتهي عندما يقرر الخارج أي ( أعداء لبنان و أعداء المنطقة)و هذا ربما كان لفترة طويلة صحيحا و لكن يجب تغييره و ليس من الصعب تغييره فقط يلزم اللبنانيين بوضع المصلحة العامة أمام مصالحهم الشخصية و مصلحة الوطن فوق كل مصلحة .
رسالة ألى رئبس تحرير موقع لبنان الكبير
رسالة ألى رئبس تحرير موقع لبنان الكبير
في مقابلة لمحمد نمر رئيس تحرير موقع لبنان الكبير – صب فيه جام غضبه على حزب الله و مدافعا عن السعودية !
و مما جاء بحديثه : كيف يمكن أن نرضى أن تهاجم “بفتح الجيم “السعودية بالصواريخ متسائلا :أوليست السعودية بلد عربي ؟ و لماذا يذهب حزب الله الى سوريا ؟- و أن سلاح حزب الله (صدا) لم يصدأ بحرب المليشيات و لكنه وكما يقولها بالعامية (صدّا مع اسرائيل)!
نعم حزب الله الذي حرر الجنوب اللبناني و هو الرادع الوحيد لاسرائيل في ظل عدم تسليح الجيش اللبناني من قبل دولته الفاسدة – فحزب الله سلاحه صدأ ضد اسرائيل ! أليس كذلك يا نمر؟!
نعود الى السعودية ألدولة العربية التي تاجرت بفلسطين و قضيتها من ما قبل سنة 1947 باتفاقيات ضد فلسطين مع المستعمر الغربي و ما زالت وهي تسير قدما للتطبيع مع اسرائيل واعتدت من ضمن الجامعة العربية على العراق وليبيا و تونس و كانت اللاعب الأكبر في الحرب الأهلية اللبنانية كدولة اقليمية – و السعودية الدولة العربية مولت داعش وسلاحه و تآمرت على سوريا و لهذا السبب ذهب حزب الله الى سوريا دفاعا عن سوريا ولبنان و لولا ذلك لم يكن لنا نمرا يترأس تحرير موقع لبنان الكبير! أوليست الدول التي ذكرتها هنا هي دول عربية يا نمر؟
و ماذا عن اليمن يا نمر أليست اليمن دولة عربية ( بل أساس العرب؟) فكيف تهاجم السعودية العربية التي تتياكى عليها و على عروبتها – كيف يمكن أن تهاجم اليمن بالطائرات الحربية و تقصف المدارس و الأماكن السكنية و دور المآتم و الاأعراس مستعينة على ذلك بأمريكا و بريطانيا _ و برأيك لا يحق لليمن أن تدافع عن نفسها بالصواريخ أو أية وسيلة اخرى !
و في سياق جديثك تقول أننا أعداء اسرائيل و الى آخر التاريخ ! أي تاريخ يا فطن ؟ ثم أنه يا نمر لا يمكن أن تكون عدو اسرائيل و عدو حزب الله في آن,,, و على ما أظن أن في لبنان نمورا يستفيدون من أموال السعودية لمعاداة حزب الله كما يستفيد موقعكم الكبير في لبنان الكبير!
انا لله و انا اليه راجعون
انا لله و انا اليه راجعون
بالرضى و التسليم لمشيئته تعالى
عموم أهالي حارة جندل و آل ضو في زرعون
ينعون اليكم المأسوف عليه المرحوم
أبو نزار رامز يوسف ملّاك
ألمتوفي في أوستراليا
تقام صلاة الغائب عن روحه ألساعة الحادية عشرةمن قبل ظهر يوم السبتا الواقع فيه16 – 7- 2022 في دار البلدة حارة جندل.
تقبل التعازي أليوم السبت من الساعة الرابعة و لغاية الساعة السادسة مساء و نهار الأحد ألواقع فيه 17 -7 -2022من الساعة العاشرة و لغاية الساعة الثانية عشرةفي في دار البلدة.
نظرا للظروف الراهنة و حفاظا على السلامة العامة .
يقبل أهل الفقيدالتعازي على الأرقام التالية:
زوجته هدى ضو :61404375377—أبناؤه: نزار:61420262659 —
مازن:61402783286 —
ابنته سوزان زوجة نضال نجار
61402783286
أخوته : رجا – كندا:5149952042 —ألاستاذ شوقي :593049 3 شقا —-
مكرم :71150261 –
شقيقته نهى في المنزل:25311106
لكم من بعده طيب البقاء .
ألقرى المنعية :عماطور – عينقني – المختارة – بطمه -بعذران – الجديدة – بقعاثا -ألكحلونية – المزرعة -جبلية -باتر – نيحا – جباع- مرستي -الخريبة –
قضاة المذهب:ألشيخ سليمان غانم- ألشيخ نصوح حيدر _ألشيخ فؤاد البعيني – ألشيخ فؤاد حمدان .
عزيزتي السيرلنكيَّة
روني الفا | المصدر: ليبانون ديبايت | الاحد 10 تموز 2022
“ليبانون ديبايت” – روني ألفا
قررتُ اليومَ وبعدَ تلكّؤٍ دامَ سنواتٍ أن أقدِّمَ الإعتذارَ الصادقَ من العاملةِ المنزليةِ السيرلنكيةِ في بلَدِنا. رجاءً أَحجِمي عن تنظيفِ بيوتِنا. نَظِّفي وجدانَنا فجنزارُهُ سميكٌ وكمخَتُهُ غليظة. ضعي المكواةَ جانِبًا وتوقّفي ولو برهةً عن ملاطَفَةِ جَحشِ الكَوي. مَرِّري المِكواةَ على وعيِنا الوطنيِّ المُجَعلَكِ بالغَطيطِ العَميقِ والملطَّخِ بالبُقَعِ المُستَعصِية. لا تَمسَحي الغبارَ عن نوافذِنا. إمسَحيهِ عن خوفِنا وبلادَتِنا بِفوطَةِ الحريَّة. أنتِ مِن جزيرَةِ سيلان ونحنُ مِن جُزُرِ لبنان. أنتِ خرجتِ من بشْرَتِكِ إلى بشريَّتِك ونحنُ خَرَجنا من عَرينِ الأُسود إلى قِنِّ الدّجاج.
اسمحي لي بأن أسرَّ لكِ أنَّ الشعبَ المظلومَ والمحرومَ مثلَكُم الذي يقتحمُ مقرَّ السُّلطَةِ ، يستحقُّ مِنّا، نحنُ الذينَ نمَنِّنُ الكَونَ بأننا جهابذةٌ في كل شَيْءٍ ، يستحقُّ انحناءةً وقبَّعةً مرفوعة. نحنُ عزيزَتي لم ندخُل مقرًا إلا لثلاثةٍ: النّميمَةُ على غيرِنا ونَظمُ المَدائحِ مع غيرِنا وتَنجيرُ الخوازيقِ في غيرِنا . نقبَلُ ظلمَ المستَبِدّينَ بِنَا إذا سَلَّطونا لنَستبِدَّ بِمَن هم دونَنا. فَقَّسَنا النِظامُ حشَراتٍ ضارَّةً على شكلِ خنافِس نسرَحُ ونمرَحُ فوق سجّادَةِ الزّعيم. أنتم في سيرلانكا تنشَّقتُم رائحةَ الحريّة ونحنُ في لبنان نتنفَّسُ نافتالين.
اعطِنا دليلًا يرشِدُنا كيف نصلُ إلى قصورِ الطُّغاة. كَمْ من الرِّجالِ والنّساءِ نحتاجُ لِنَهدمَ قصرًا وَنَبني وطنًا ؟ كَم شَهيدًا يلزمنا لنلوِّنَ عَلَمًا؟ شارِكينا طريقَةَ التحضير والمقادير ولو بالسيرلنكيَّة. لُغَتانا العاميّةُ والفُصحى تَعُجّانِ بالمفعولِ بِهِم فيما الفاعِلُ ممنوعٌ من الصَّرف. نطبخُ منذ خمسينَ سنةٍ وطنًا لم يخرجْ من طناجِرِنا إلا مُشَوشَطًا محروقًا. لا شيء طازَجًا في وَطَني سوى لحمُ الفقراء. دعيني اليومَ أخدمُكِ سيِّدَتي. سأُعِدُّ لك طعامَ الفطور. أقَدِّمُ لكِ فنجانَ شايٍ سيلانيٍّ إكسترا. أنتِ أيقونةٌ وأنا مِن أتباعِك.
اقتحمَ إخوَتُكِ الثوارُ السيرلنكيونَ مقَرَّ السلطةِ الرَّسمي في كولومبو . لا شكَّ تتابعينَ ذلك من غرفتكِ الصّغيرة وتبكينَ من الفرح على بعد آلاف الأميال من وجَعِ أَترابِكِ وأبناءِ جِنسِك. أصدقاؤكِ تسبّحوا في حوض سباحةِ المَقَرّ. غَطَسوا في ثيابِهِم. أضافوا على كلورِ الحوضِ القاتِلِ للبَكتيريا كلورَ عَرَقِهِم القاتِل للعبوديةِ فتأنسنَتِ المياهُ وصارت صالحةً لمعموديةِ الحرية. حوضُ سباحةٍ كانَ يُحَمِّمُ الزوّارَ المُتخَمينَ ويتحمَّلُ مرغمًا بَولَ زجاجاتِ الشامبانيا بعد منتصفِ الليل. في قصورِ الإستبدادِ تُبَوِّلُ قناني الخمر أكثرَ من البَشَر. سيِّدَتي السيرلنكيّة، نامَ مواطنوكِ في سريرِ المسؤول وأخذوا السِّلفي على لحافِه. بَحبَشوا في غرفة نومِهِ وأكلوا في غرفة طعامِه وتوزّعوا أغراضَه الخاصّة.
هَرَبَ المَسؤول. لم تستطع فرقُ الحمايةِ التي تطوِّقُ مقرَّهُ حمايتَهُ من شعبِه. مئاتُ الآلاف دخلوا البوابةَ الرئيسيةَ ففرَّ المسؤولُ من البوابةِ الخلفية. متى يهربُ الحَرامي من بوّابَةِ بيتِه الخلفية في بلَدِنا؟ علَّمتنا كولومبو أنْ ليسَ هناكَ أحدٌ أقوى من شعبِه. متى تُعَلِّمُنا بيروت؟ ما أن يتحوّلَ الجمهورُ في بلدٍ واحِدٍ إلى شعبٍ موحّدٍ يصبِحُ حكمُهُ أقوى من حكّامِ العالمِ قاطبةِ.
باستطاعَتِكِ اليوم يا عاملَتَنا المنزلية أن تتحوَّلي إلى قدوة. قدوَتَنا أنتِ. علِّمينا كيف ثارَ شعبُكِ منتقمًا لكرامتِه. كيف تَحَوَّلَ الرغيفُ إلى ترسٍ والتفّاحةُ إلى رمّانةٍ يدويَّةٍ وكيفَ استَحالَ السكوتُ صوتًا والحشرَجَةُ صراخًا والضعفُ جبروتًا والخمولُ صَهيلًا والخوفُ شجاعةً. بالمِمسَحَةِ المُبلَّلَةِ وسطلِ الماءِ الصّباحي بَلّلِلي صباحاتِنا بِمَسحَةٍ تُنَظِّفُنا. نحلمُ مِن زمان بمتعةِ السِّباحَةِ في حوضِ الزَّعيم. في التِقاطِ سيلفي فوق فراشِه. في مصادَرةِ أحذيةِ حورياتِه وزوجاتِه وخَليلاتِه وإهدائها إلى أرجلِ نسائنا الطاهرات. في خلعِ خزناتِه وتعدادِ ملايينِه وتَطويقِ مَعاصِمِ أيدينا بساعاتِ يَدِه. من زمانٍ نحلمُ في لبنان بنزعِ الطَّوق. زَوِّدينا سيَّدتي السيرلنكيَّة الفاضِلَةُ بسلّةِ مانغو وأناناس نصنع منها عصائر حريّة تفكُّ عَنّا الطَّوق.
أعراض أسفل الظهر يمتد إلى الأرجل الناتج عن عرق النسا
وتشمل:
-
ألم يتراوح من معتدل إلى شديد أسفل الظهر والساق.
-
خدر أو ضعف أسفل الظهر، والساق، والأرداف.
-
تفاقم الألم مع الحركة.
-
الشعور بدبابيس وإبر في الساقين.
-
فقدان السيطرة على الأمعاء والمثانة.
نصائح لعلاج ألم أسفل الظهر يمتد إلى الأرجل
نقدم لك بعض النصائح المهمة، والتي تشمل:
-
وضع كمادات باردة أو كمادات دافئة على المنطقة المصابة لمدة 20 دقيقة عدة مرات في اليوم للتخفيف من آلام الظهر والساق.
-
استخدام مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل: الأيبوبروفين (Ibuprofen)، والنابروكسين (Naproxen).
-
ممارسة الوضعية الجيدة عند الجلوس أو الوقوف، والحرص أيضًا على ممارسة الرياضة بانتظام.
-
أخذ فترات راحة متكررة من المكاتب أو أجهزة الكمبيوتر من خلال ممارسة بعض تمارين الإطالة والتمدد.
-
محاولة الالتزام بالعلاج الطبيعي لبعض الوقت لتحسين قوة الظهر والتوازن وتخفيف الضغط على الظهر والساق.
متى يجب استشارة الطبيب؟
بعض الأشخاص يعاني من أعراض أكثر شدة تستدعي زيارة الطبيب، وأبرزها:
-
ألم شديد.
-
تفاقم الألم وعدم الاستجابة للعلاجات المنزلية.
-
انتشار الألم إلى مناطق أخرى في الجسم.
-
الإسهال.
-
الدوخة.
-
القيء.
-
تورم مفاجئ في الساق.
-
ألم في الصدر.
-
صعوبة الحركة أو المشي.
حدثني الكاهن الذي عرّفه – سعيد تقي الدين
حدثني الكاهن الذي عرّفه «كلّنا نموت.. ولكن قليلين منّا يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة»
خطاب لم يلق. أُعدّ ووُزّع مناشير في ليل 8 تموز. استجوبني الأمن العام بشأنه في اليوم التالي. ودخل السجن بسببه عشرات الشبان. ولكنه بعد ذلك صار يلقى علناً وينشر في الصحف.
تلقّاني صبيان الحيّ بصراخ الهزء حين ترّجلت وراح أحدهم يتباهى مذيعاً أنّ التاكسي اسمها «فورد» وأعلن ترب له أنّ لونها رماديّ فيما ضجّ جمهورهم بإخباري قبل أن أسألهم أنّ الكاهن ليس هناك. بل إنّ أحدهم تسلّق السلّم وفتح باب العلّية من غير أن يطرقه ثم أطلّ من نافذتها ضاحكاً: «أرأيت؟ إنّه غير موجود».
ذلك لأنّ شياطين الحيّ الصغار صاروا يعرفون عمّن أسأل وأصبح يروقهم أنّي لا أجد من أفتش عنه. ولعلّهم لمحوا من تذمّري ومن خيبتي ما استثار فيهم السادية فجاء جذلهم على نسبة ما تجلّى عليّ من زعل وضياع أمل.
فلقد كانت تلك المرّة الرابعة التي قصدت فيها إلى رجل الدين لأستطلعه السرّ الرهيب.
وفي المرّة الخامسة توجّهت إليه ليلاً وعلى موعد فكان هناك. وحالاً امّحت من ذهني صورة رسمها خيالي فلم أجد نفسي أمام شيخٍ متداعٍ أبيض اللحية ولم أسمع صوتاً متهدّجاً ولا صرعتني مظاهر الوقار وكلمات أبوّة وجلسنا تحزّ مسامعي توافه الأحاديث التي تعوّد الناس مبادلتها فور اجتماعهم. وطالت النزهة الكلامية على شاطئ الموضوع وبرح بي القعود على عتبة باب جئت لأفتحه فوثبت إلى الهدف مقاطعاً المحدّثين قائلاً: «حدّثني يا محترم عن ليل 8 تموز 1949».
وغاظني من رجل الدين أنّه لم يتلبس حالاً بمظاهر التهيّب بل بدأ الكلام بشيء من غير الاكتراث. ولكنّ صوته ولهجته وخشوعه وانفعاله بل وبكاءه كلّها تماوجت مع وقائع ما كان يرويه فكأنه عبقريّ يعزف من موسيقاه قطعة رائعة على البيانو. فدغدغت أنامله أصابع العاج أولاً بعفوية لا تبالي وتوالت الألحان تتأرجح وتتسامى متجانسة متضاربة متوافقة حتى بلغت ذروة موسيقى من غير هذه الدنيا. فإذا نحن في العلّية نكاد لا نسمع ما يقول ولا نرى البيانو ولا اللاعب ولا نعي الألحان. بل شعرنا أنّ جدران الغرفة انفتحت وارتفعت أرضاً بمن فيها فإذا نحن و «سعاده» في السجن في الكنيسة في المقبرة في حفرة من الأرض في مسمع الدنيا بين المغتربين في القصور في المحكمة العسكرية في المفوضيات في غصة القلوب في عبسة المغاور في لوعة المعاقل في رصانة التهذيب في هدوء البطولة في عزّة الصراع بين يدَيْ الكِبر أمام الجلادين في طمأنينة المؤمن في كهف الغدر حراب تطارد المجرمين أعلام تصفّق للجيوش زوبعة تمحق وصرخة تعكس موكب التاريخ.
وتناول رجل الدين ورقة من مطاوي جلبابه الأسود الفضفاض منتزعةً من دفتر مدرسيّ وهمّ بقراءتها فاعترضته وقلت: «أسمعني حديثك لا تقرئني أوراقك ولو كانت مذكّرات».
فراح يتكلم: «حين فتحت الباب على صوت القرع الشديد في منتصف ذلك الليل وجدت نفسي أمام ضبّاط من الجيش يطلبون إليّ أن أرتدي ملابسي وأحمل صليبي وعدّة الكهنوت بسرعة. قلت: ما الخبر؟ أجابوا: سنعدم أنطون سعاده هذه الليلة. ونريد أن تعرّفه وتقوم بمراسم الدين قبل إعدامه. قلت: إنّ أمراً كهذا لا يسعني أن أفعله آتوني بإذنٍ من سيادة المطران هكذا ينصّ قانوننا الكنائسي. قالوا: ليس لدينا من وقت إفعل هذا على مسؤوليتنا نحن. فاعتذرت من جديد. وراحوا يلحّون عليّ مردّدين أنّ خرق النظام الكنائسيّ هو أقلّ ضرراً من أن يرسَل مسيحيّ إلى الموت غير متمّمٍ واجباته الدينية.
وأخيراً أذعنت بكثير من التردّد والحيرة وركبت سيارتهم في طرقات تعجّ برجال الأمن من جنود وبوليس ودرك وأسلحة مشرعة وأطللنا على سجن الرمل فإذا هو مُنارٌ من الداخل والخارج ونزلنا حيث كان ضبّاط آخرون بانتظارنا.
وأقبل عليّ مدير السجن يعرّفني إلى نفسه وأخبرني أنّ هذا هو الإعدام الثالث عشر الذي مرّ به وأنّ الأمر بسيط فأجبته: «لقد مضى عليً ثلاث عشرة سنة في الثوب الكهنوتي وهذا أوّل إعدام سأشهده» وكان الطبيب الذي اشترك معنا في الحديث مثلي لم يشهد إعداماً في ما مضى.
وزاد مدير السجن فقال: «إنّ هذا المحكوم الخائن أنطون هو رجل خائن وكافر ملحد يبشّر بالكفر والإلحاد إنه لن يأبه لك يا أبانا هذا الخائن الملحد الكافر».
ودخلنا حيث كان الزعيم في حبسٍ من الغلو نعته أنه غرفة فوجدناه مفترشاً بساطاً من قذارة ورقع وكان هذا الفراش أقصر من قامته فجعل من جاكيته وصلة بين الفراش والحائط كي لا ترتطم به قدماه. وكان نائماً نوماً طبيعياً ورأسه على ذراعه اليسرى التي جعل منها بديلاً عن مخدة لم تكن هناك.
وأيقظناه فنهض حالاً وبادرنا السلام وخصّني بقوله: «أهلاً وسهلاً يا محترم» فأبلغناه أنه لم يصدر عنه عفوٌ وأنّ الإعدام سينفّذ به حالاً. فشكرنا باسماً رزيناً واستأذن بلبس جاكيته التي كانت مطويّة تحت قدميه فأذنوا له فشكرهم من جديد ولبسها.
وخلوت به وسألته إن كان يودّ أن يقوم بواجباته الدينية فأجاب: لم لا؟ وطلبت إليه أن يعترف فأجاب: ليس لي من خطيئة أرجو العفو من أجلها أنا لم أسرق لم أدجّل لم أشهد بالزور لم أقتل لم أخدع لم أسبب تعاسة لأحد.
وبعد أن فرغت من المراسيم الدينية تركنا الغرفة فكبّلوا يديه وخرجنا إلى مكتب السجن. هناك طلب أن يرى زوجته وبناته فقيل له ذلك غير ممكن وقدّموا له ترويقة فاعتذر شاكراً ولكنه قبِل فنجان القهوة متناولاً إياه بيمناه وأسنده بيسراه وكانت تُسمع للقيد رنّات كلّما ارتطم بالفنجان.
وكان الزعيم يبتسم صامتاً هادئاً مجيلاً عينيه من وجه إلى وجه وكأنه يودّعنا مهدّئاً من روعنا. هنا انفجرت أنا بالبكاء وبكى معي بعض الضبّاط بل إنّ أحدهم أجهش وانتحب.
وبعد أن شرب القهوة عاد يصرّ على لقاء زوجته وبناته فسمع الجواب السابق.
وسُئل لمن يريد أن يترك الليرات الأربعمئة التي وُجدت معه فأجاب أنها وقطعة أرض في ضهور الشوير هي كلّ ما يملك وهو يوصي بها لزوجته وبناته بالتساوي.
وطلب مقابلة الصحافيين فأخبروه أنّ ذلك مستحيل فسألهم ورقة وقلماً فرفضوا فقال: «إنّ لي كلمة أريد أن أدوّنها للتاريخ». فصرخ به أحد الضبّاط منذراً: «حذار أن تتهجّم على أحد لئلا نمسّ كرامتك». فابتسم الزعيم من جديد وقال: «أنت لا تقدر أن تمسّ كرامتي ما أُعطي لأحد أن يهين سواه قد يهين المرء نفسه» وأردف يكرّر: «لي كلمة أريد أن أدوّنها للتاريخ وأن يسجّلها التاريخ».
فسكتنا جميعاً في صمتٍ يلمس سكونه ويسمع دويه. أصارحك أنني كنت في دوّارٍ من الخبل ومن المؤكد أنني لا أعي كلّ ما سمعت ولكن الراهن أني سمعته سمعته يقول: «أنا لا يهمني كيف أموت بل من أجل ماذا أموت. لا أعدّ السنين التي عشتها بل الأعمال التي نفّذتها. هذه الليلة سيعدمونني أما أبناء عقيدتي فسينتصرون وسيجيء انتصارهم انتقاماً لموتي. كلّنا نموت ولكن قليلين منّا يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة. يا خجل هذه الليلة من التاريخ من أحفادنا من مغتربينا ومن الأجانب يبدو أنّ الاستقلال الذي سقيناه بدمائنا يوم غرسناه يستسقي عروقنا من جديد».
ومشينا إلى حيث انتظرنا السيارات والزعيم ماشٍ بخطى هادئة قوية يبتسم إنه لم ينفعل كأنّ الإعدام شيء نفّذ به مرّات عديدة من قبل. إنّه لم ينفجر حنقاً أو تشفياً. إنّه لم يتبجّح شأن من يستر الخوف. في تلك اللحظة وددت لو خبّأته بجبّتي لو تمكّنت من إخفائه في قلبي أو بين وريقات إنجيلي. إنّ عظامي لترتجف كلّما ذكرته.
وحين خرجت إلى الباحة رأيت إلى يميني تابوتاً من خشب. من خشب الشوح لم يخفِ الليل بياضه. وتطلّع الزعيم إلى نعشه فلم تتغير ملامحه ولا ابتسامته. وقبل أن يرقى الـ«جيب» طلب للمرّة الثالثة والأخيرة أن يرى زوجته وأولاده. وللمرّة الثالثة والأخيرة سمع الجواب نفسه. فتبيّنت ملامحه وفي تلك اللمحة العابرة فقط من عمر ذلك الليل لمحت وميض العاطفة خلال زوبعة الرجولة.
وسارت الـ«جيب» بالزعيم يحفّ به الضبّاط وخلفه تابوته وقافلة سيارات وشاحنات من ورائه وأمامه ملأى بالجنود المسلحين. ولعلّ مسّاً من البله اعتراني فبدا لي أنّ تنفيذ الإعدام سيؤجّل أو أنّ عفواً سيصدر. سيطر عليّ هذا الوهم فخدّرني حتى انحرفنا عن الطريق العامة إلى درب ضيقة بين كثبان. ووقفنا في فجوة بين الرمال كأنّها فوهة العدم. وقفز من بينهم مكبّلاً إلى عمود الموت المنتظر فاقتربوا منه ليعصبوا عينيه فسألهم أن يبقوه طليق النظر فقيل له: «القانون». أجاب: «إنني أحترم القانون».
وأركعوه وشدّوا وثاقه إلى العمود. وكأنّ الحصى آلمته تحت ركبته فسألهم إن كان من الممكن إزالة الحصى فأزالوها فقال لهم: «شكراً شكراً» ردّدها مرّتين وقطع ثالثتها الرصاص. فإذا بالزعيم وقد تدلّى رأسه وتطايرت رئته وتناثرت ذراعه اليسرى فلم يعد يصل الكف بالكتف إلا جلدة تتهدّل.
وكوّموا الجثة في التابوت وتسارعت القافلة نحو المقبرة وهناك كادوا يدفنونها من غير صلاة لو لم يتعالَ صياحي. أخيراً قالوا لي: «صلِّ إنما أسرع أسرع صلِّ من قريبه». ودخلنا الكنيسة ووضعنا التابوت على المذبح ورحت أصلّي والدم يتقطّر من شقوق الخشب ويتساقط على أرض الكنيسة نقاطاً نقاطاً ليتجمّع ويتجمّع ثم يسيل تحت المذبح.
وخرجنا من المعبد ووقفت أمام بابه أواجه الفجر الذي أطلّ وأناجي الله وأسمع رنين الرفوش ترتطم بالحصى وتهيل التراب وترتطم بالحصى وتهيل التراب».
بذ.ا حدّثني الكاهن الذي عرّفه. أقول لك إنّ تراب الدنيا لم يطمر تلك الحفرة. أقول لك إنّ رنين الرفوش في ذلك الفجر سيبقى النفير الداوي ليقظة هذه الأمة. أقول لك إنّ منارة الحياة قد ارتفعت على فوهة العدم
*النفاق الاميركي*
واخيرا تتكشف الحقائق عن طريقة رفيق الحريري :
سقوط الأقنعة, من قتل رفيق الحريري؟*
صدَر قبل أيام قليلة، كتاباً يحمل عنوان : *”النفاق الأميركي”* توزعه “شركة شرق الأوسط لتوزيع المطبوعات” ويسلط فيه الضوء على كثير مما يدعي أنه مؤامرات ومخططات أمريكية في الشرق الأوسط وفي العالم.
لكن أخطر ما فيه هو ما أن الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل *رفيق الحريري .* ويورد في هذا المجال شهادات يقول إنها نقلت إليه شخصيا من أصحابها الذين كانوا مسؤولين كبارا في المخابرات الأميركية ويورد أسماءهم الصريحة . ويؤكد في الوقت نفسه أنه يملك ما يوثق هذه الإفادات وهو مستعد لعرضهم إذا لزم الأمر. إذ يقول حرفيا : “أنني أحتفظ بعناية بالمستندات التي رفدتني بالمعلومات والأسرار الكبيرة والصغيرة وأنا على استعداد كامل للكشف عنها إذا لزم الأمر” ص 78 .
ثم يقول : أبدأ بحادثة أغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ، وهي قضية لا تزال مفتوحة في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان .
جون بيركنز ، أحد كبار المسؤولين في المخابرات المركزية الأميركية (قبل تقاعده) , روى لي القصة كاملة وأنقل وقائعها على لسانه وقال : الصاروخ الصغير الحجم الذي أطلق من البحر باتجاه موكب الرئيس رفيق الحريري ، كان يحتوي على الأورانيوم المخصب ، وهو ذو قدرة تدميرية شديدة . وهذا النوع من الصواريخ لا تملكه إلا الولايات المتحدة وألمانيا وإسرائيل . والمسؤول عن موكب الحريري كان يعرف جيدا *ساعة الصفر .*
ولأنه كان يعرف , فقد أمتنع عن مرافقته عندما كان يستعد للأنتقال من مجلس النواب إلى دارته في قريطم ، بل إنه هو الذي أشار على الموكب بسلوك الطريق البحري في طريق العودة .
ثم يضيف : وبشيء من التفصيل , قال بيركنز إن الأقمار الأميركية والإسرائيلية صورت عملية الاغتيال ، إضافة إلى طائرة هليكوبتر إسرائيلية كانت في الجو في محاذاة الشاطئ اللبناني وكانت تراقب سير العملية . وقد رفضت الإدارة الأميركية أن تتولى لجنة تحقيق لبنانية التحقيق في العملية .
وفي تلفيق التهم , تم اختيار المحقق الألماني “ديتليف ميليس” كي يرأس لجنة تحقيق دولية ووافق على تشكيلها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان” . ص 80 .
ويضيف أيضا : وبالمناسبة , أقول (والكلام لبيركنز) إن سيارة الحريري كانت مزودة بأجهزة رصد تقنية متقدمة لا تستطيع أي دولة – باستثناء الولايات المتحدة وإسرائيل – تعطيلها . كذلك , مهمة التعطيل هذه أوكلت إلى الباخرة الإسرائيلية التي كانت ترابط على حدود المياه الإقليمية اللبنانية تساندها من الجو طائرة “أواكس” أميركية وهليكوبتر إسرائيلية. ص 81.
ثم يقول في الصفحة 84 :
أعود إلى اغتيال الحريري، على لسان بيركنز إياه , لأتوقف عند ما قاله المحقق السويدي في طاقم المحكمة الدولية “بو أستروم” ، وهو كبير المحققين ونائب رئيس فريق التحقيق ، من أن الإسرائيليين والأميركيين رفضوا تزويد التحقيق بالصور التي التقطتها الأقمار مما يحمل دلالات مهمة على أن واشنطن لا تريد الإسهام في كشف الحقيقة . لقد اكتفت الحكومة الأميركية بالقول إن مشاكل تقنية حصلت خلال فترة أغتيال الحريري . ولهذا السبب , لم نحصل على أي معلومات حيوية ولعل الأمر مجرد سياسة .
ثم يتوقف صاحب الكتاب أمام إفادة لمسؤول سابق آخر في المخابرات المركزية الأمريكية هو “دافيد وين” الذي يصفه بأنه كان مسؤولا طوال ثماني سنوات على أمتداد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى آخر أيار 2014 , فيروي التالي : قال لي “وين” إن أسبابا عدة تجمعت وأدت في النهاية إلى اتخاذ القرار . وأبرز هذه الأسباب أقتناع إسرائيل بأن “الحريري” يقف حجر عثرة في وجه خططها الأقتصادية والسياسية على السواء ، وبأنه شخصية عربية قوية تتمتع بحضور مؤثر على المستويين الإقليمي والدولي .كما أنّ هذا الرجل نسَج شبكة علاقات بالغة الأهمية ، عربيا وأوروبيا وأميركيا ، وظفها في مساندة المقاومة ومساندة سوريا ، كما وظفها في خدمة لبنان وتعزيز دوره المالي والأقتصادي كقطب جاذب للرساميل والأستثمارات الخليجية . وما حصل عقب الأكتشافات النفطية الأخيرة ، أن لجنة أمنية – سياسية نبهت الحكومة الإسرائيلية إلى أن وجود الحريري في الحكم سوف يتسبب بمتاعب لإسرائيل ، خصوصا في عملية ترسيم الحدود بين قبرص ولبنان ، الأمر الذي يضع الدولة العبرية أمام ما يشبه “الأمر الواقع” في ما يتعلق بحجم ثروتها النفطية والغازية .
وقد ورد في التقرير بالحرف الواحد : لا بد من التخلص من هذا الرجل ، لأن تطلعاته وطموحاته لا تنسجمان مع تطلعاتنا وطموحاتنا ونظرتنا إلى مستقبل المنطقة ودور إسرائيل في المدى الإقليمي.
ويضيف بعد ذلك : وفي هذا الصدد , يقول “ديفيد وين” أن المشاورات كانت تجري بين أعضاء الحكومة التي تعتبر المصدر الأساسي لكل القرارات الإسرائيلية الكبرى والتي أدت إلى أقتناع متزايد بأن بقاء الحريري على قيد الحياة يشكل خطرا حقيقيا على مطامع إسرائيل المستقبلية . لكن أي قرار بأغتياله يفترض أن يأخذ في الأعتبار التداعيات السياسية المحتملة لأن العلاقات التي نسجها عربيا وإسلاميا ودوليا بالغة التأثير .
وطوال أسابيع عدة , كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يتشاور مع القيادات الأمنية في الصيغة الفضلى لتصفية الحريري من دون إلحاق الضرر بإسرائيل .
وبعد مداولات طالت , أستقر الرأي على أغتيال الرجل في بلد أوروبي أو عربي .
لكن خبراء “الموساد” رفضوا هذا التوجه لأنه قد يرتب عواقب وخيمة على إسرائيل .
هنا أقترح رئيس الوزراء “أرييل شارون” أستبدال كل الخطط الموضوعة بخطة تقضي بتنفيذ العملية داخل بيروت وبذلك تصيب إسرائيل عصفورين بحجر واحد : التخلص من الرجل والتأسيس لصراع داخلي طويل في لبنان بين أنصار الحريري من جهة ومؤيدي سوريا و “حزب الله” من جهة أخرى ، ما يؤدي إلى أنسحاب القوات السورية في نهاية المطاف ومذهبة الصراع السياسي الداخلي . ص87 .
*الدور الأمريكي* ~ وفي خلال أيام قليلة ، يضيف “وين” : وضعت خطة بديلة تم رفعها إلى الحكومة المصغرة في أواخر العام 2004 .
وفي أثناء مناقشة هذه الخطة, تم تنبيه الحكومة إلى أن الحريري يستعين في تأمين حمايته الشخصية بأجهزة إلكترونية متطورة ، يتطلب تعطيلها مساعدة أميركية وتعاونا من الدائرة المقربة منه من أجل ضمان نجاح العملية .
وعندما قدمت إسرائيل إلى الدوائر الأميركية المختصة أقتراحا يقضي بالتعاون مع الأجهزة الأميركية في تنفيذ العملية ، بكل حيثياته الأمنية والإستراتيجية ، وافقت ال “CIA” على هذا الأقتراح . وعندما حملته “كونداليزا رايس” وزيرة الخارجية إلى الرئيس جورج بوش ، ناقش بوش المسألة مع نائبه “ديك تشيني” ، ثم أتصل بوالده جورج بوش الأب يستمزجه رأيه في القرار .
وما حصل أن بوش الأب أعترض على العملية وقال : إن الفائدة من هذا الاغتيال محدودة لكن عواقبها كبيرة . وبالحرف الواحد , قال الأب للإبن : إن تصفية الحريري سوف تخلق مشاكل مع جهات عدة ، بدءا بالرئيس الفرنسي “جاك شيراك” والملك “فهد بن عبد العزيز” وولي عهده القوي “عبد الله” وقادة عرب وأوروبيين آخرين .
عندها رفض “جورج دبليو بوش” إشراك بلاده في العملية ونصح الإسرائيليين بالعدول عنها .
عندما تلقت إسرائيل الرفض الأميركي , أتصل “شارون” ب “كونداليزا رايس” بقصد إقناعها بمدى خطورة “الحريري” على مخططات إسرائيل النفطية والأمنية ، لأنه على علاقة حميمة ب “حزب الله” . ومما قاله : نحن لا نزال ندرس الإجراءات العسكرية الممكنة لضرب بنية “حزب الله” ، لكن الحريري يتصدى لهذا المسعى . إنه يعرقل مشاريعنا الأمنية والاقتصادية ولا بد من إزاحته .
ويضيف صاحب الكتاب قائلا نقلا عن “وين” :
أعود إلى الاغتيال . بعد المكالمة الهاتفية الطويلة بين “شارون” و “رايس” وعدت رايس بالحصول على موافقة الرئيس الأميركي ونائبه “ديك تشيني” و “دونالد رامسفيلد” وزير الدفاع و”ليون بانيتا” بصفته مستشارا أمنيا .
وعندما رتبت وزيرة الخارجية هذا اللقاء الرباعي , أعيد فتح ملف الاغتيال ، فقال “تشيني” : إن الملك “فهد” وولي عهده (رجل القرار في تلك المرحلة) لا تربطهما علاقة جيدة بالحريري ، وتصفيته لن تثير مشكلة مع المملكة . وأضاف : إن “عبد الله” لا يستسيغ كثيرا علاقات شقيقه الملك ب “الحريري” وبصورة خاصة على المستوى المالي ، ويمكن أمتصاص غضبه وأحتواء رد فعله إذا حصل . أما “شيراك” , فيمكن إقناعه – سواء نجحت العملية أم فشلت – بأن سوريا التي تمسك كل الخيوط في لبنان هي التي نفذت الاغتيال ، ويمكن إعداد إخراج ملائم لهذا الإقناع .
أما ردود الفعل العربية والأوروبية الأخرى , فليست ذات قيمة ولن تؤثر على مصالحنا في المنطقة ، علما أن إسرائيل تمكنت من احتواء ردود الفعل التي حصلت بعد الأغتيالات التي نفذتها في العالم العربي .
وهكذا , تم إقناع الرئيس “بوش” بجدوى العملية بعد شرح كامل للخطة استغرق أكثر من ثمانين دقيقة . ص 88 .
وبعد ذلك , يتحدث “وين” عن نقل “رايس” الموافقة إلى المسؤولين الإسرائيليين وإلى التعاون الذي تم بين أجهزة الدولتين بما لا يخرج عما كان “بيركنز” قد رواه سابقا .
هذه الرواية الخطيرة المنشورة في كتاب موقع من رجل أعمال سوري دولي كبير ومعروف في مختلف أوساط رجال الأعمال والسياسة على المستوى الدولي ، والمنسوبة لمسؤولين كبار سابقين في المخابرات المركزية الأمريكية ، ألا تستحق من “محكمة لاهاي” الدولية الخاصة بلبنان أن توليها شيئا من الاهتمام ، وهي التي لا تستنكف عن مساءلة صحافي أو إعلامي لبناني تناول بأقل من ذلك بكثير بعض المعلومات عن مجرى المحاكمات وبعض شهودها شبه المجهولين ??ويا أسفاه على مئات الملايين من $ ألتي صرفة ومازال على ما يسمى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وتراكم وازدياد في الدين العام،*سقوط الأقنعة, من قتل رفيق الحريري؟*