Archive for December, 2018
ألعلاقات مع سوريا ليست قضية مزاج
من أولى واجبات رئيس وزراء أي بلد هو أن يعمل بكل ما هو ممكن لمصلحة بلاده و أن يقدم مصلحة بلاده على مصالحه الشخصية ! فكيف اذن بالعلاقات الشخصية اذا كانت متردية بينه وبين مسؤول بلد شقيق تربطه مع بلده علاقات اجتماعية تاريخية جغرافية تفرض علىيه أن يتخطى شعوره من أجل المصلحة العامة – هذا من ناحية مبدئية .
أما من ناحية اخري – و نحن نتكلم هنا عن ألوضع في لبنان و علاقته مع سوريا و معبر نصيب وصناعيي و مزارعي لبنان – اذ أنه من هذا المعبر كانت تمر منتجات لبنان الصناعية و الزراعية الى الدول العربية و قد توقفت بسبب اغلاق هذا المعبر أثناء الحرب وعادت الاردن لتفتح هذا المعبر ولكن الدولة اللبنانية لا تريد اعادة العلاقات مع سورية فقط لان رئيس حكومة تصريف الأعمال و الرئيس المكلف منذ سبعة أشهر تأليف الحكومة العتيدة لا يريد ذلك لأسياب شخصية تقف السعودية وراءها ! فالاتهام الذي وجهه سعد الحريري للدولة السورية فور استشهاد والده الشهيد رفيق الحريري لم يستمر بعد أن برأت المحكمة الدولية سوريا من هذا الاتهام – و الكل يعلم أنه عاد ليتهم حزب الله في هذه القضية ! و عليه اذا كان الرئيس المكلف سعد الحريري لا يريد علاقات مع سوريا ما عليه الا أن يعتذر عن تأليف الحكومة التي ينتظرها اللبنانيون لينتهوا من مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية و السياسية و لا يمكن لرئيس وزراء أن يرفض العلاقات ببلد شقيق ذو مضالح مشتركة مع بلاده على جميع الصعد أو بأي بلد آخر فمصالح الشعوب ليست مسالة مزاج – ولا يمكن لرئيس وزراء أو غيره أن يسير ضد رغبة كل الفرقاء وضد الشعب في هكذا قرار…
ما هو البديل
جميل أن نقرأ أحيانا أو نسمع من يقول هؤلاء لا نريدهم لا نريد حكومة من هذه الطغمة الفاسدة -و لكن ما هوالبديل لنظام فاسد بكل معنى الكلمة ؟!
أن نصرخ لا نريدهم و لا ثقة لنا بهم ولا حاجة لهم فهذا دليل الوعي ولكن سرعان ما نغيب عن الوعي يوم الانتخاب- و نطغى على عقولنا الطائفية و المذهبية و العشائرية و ننتخب المتسلطين على هذا الشعب و مقدراته ختى لم يعد لنا لا جول و لا قوة فالفقر ينهشنا و يحرمنا و أولادنا من لقمة العيش و الظلم الاجتماعي يقض مضاجعنا و يهجر أولادنا الذين ربيناهم بما تيسر لنؤمن لهم معيشتهم و تعليمهم حتى ما أن وجدوا أنفسهم على أبواب المستقبل و المسؤولية تتسكر بوجوهم أبواب الرزق فيطرقون أبواب السفارات علهم يجصلون على لقمة عيش كريمة…!
الخطيئة ليست خطيئة السياسيين فقط بل هي خطيئة الشعب أولا! كيق الخلاص وشعبنا في القرن الحادي والعشين مازال طائفيا مذهبيا عشائريا ؟ الشعب الذي يعتد بنفسه و يردد كل يوم وفي كل مناسبة أن اللبنانيين هم أذكى شعوب العالم ! و ألمصيبة أن هذا الشعب الذكي جدا! وكما سبق وقلت ففي القرن الحادي والعشرين يستعمل كل ذكاءه حتى لا يدع عشيرنه تذوب في مذهبه و لا مذهبه بطائفته و يقدم مصلحة عشيرته على مصلحة مذهبه ومصلحة مذهبه على مصلحة طائفته و مصلحة طائفته على جساب مضلحة الوطن وهكذا وصل لبنان الى هذا الوضع المخزي . ألمسيرات و التضاهرات الشعبية وصلت الى حد ما لتجعل أصحاب النظام يخشون على مستقيلهم وخصوصا الحراك المدني وذلك قبل الانتخابات التي في حينها وبعدها تراج الحراك المدني و لم يخطط لخوض الانتخابات في كل المناطق- مما لم يغير كثيرا بالصورة عل ساحة النجمة وفي الحكومة خاصة بفضل قانون انتخاب مهزلة كان يجب أن يكون عصريا…!
اذا من الصعب التخلص من هذا الوضع في لبنان وسكان مغارة علي بابا على ساحة النجمة أمّنوا على نفسهم من خطر قيام الشعب بثورة ضد هذا النظام الفاسد – فالمجموعة التي تقوم بمضاهرة وتتشاجر في ما بينها على اطلاق الشعارات لا يمكنها القيام بثورة و لا ما يسمونه ثورة الجياع فالجياع لا يمكنهم العراك حنى ولو دفاعا عن النفس – يبقى اذا ثورة عصابات ..ولكن من سيقوم بذلك؟!
أليسار تتقدم من أصدقائها بأصدق التهاني بمناسبة عيد الميلاد المجيد و العام الجديد
ألرئيس الفيلسوف
غرد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري عبر حسابه الخاص على “تويتر” قائلا”: “لا بد أحياناً من الصمت ليسمع الآخرون.”
يحلون عقدة و يعقدون اخرى
عقدة مستجدة تضاف الى عقد قديمة عمرها سبعة أشهر أوجدها من هو مكلف بحلحلة الأزمة – (عقدة الصهر و سندة الظهر)!
شخصيا أنا لست متفائلا بحكومة في لبنان سواء الفت أو لم تؤلف – حكومة تصريف الأعمال و هي الحكومة التي أوصلت لبنان لهذا الوضع هي مستمرة بالفساد الموروث و المكمل- والانتخابات النيابية المهزلة التي حصلت على أساس قانون انتخاب يسمونه عصري و على أساس النسبية جعلوه مذهبيا بتقسيم دوائر الانتخاب الى دوائر مذهبية وعدم اعطاء حق الشطب للناخب ليختار من المرشحين من يفكر أنه يمثله في البرلمان الذي غيروا اسمه الى مغارة علي بابا!
ألغريب والمضحك المبكي أنهم يريدون حكومة اتحاد وطني يشترك فيها الجميع – فمن أين يمكنهم الاتيان بهذه الحكومة العتيدة اذا كان النواب ينتمون الى مذاهب ؟! فمن أين يأتون بالوطنية والحس الوطني ؟! ومن أين يأتون بالضمير الوطني اذا كانوا بأغلبيتهم متفقون على الفساد؟! فهل فعلا هناك أي شعور وطني أو أي شعور بالمسؤولية تحاه هذا الوطن أو المواطنين والفساد يضرب كل مؤسسات الوطن و البنية التحتية كلها مخربة من طرقات و مياه و كهرياء و مجارير والنفايات تغطي الشوارع و الطرقات و الجداول وصولا الى البحر وحدود المياه الوطنية – ان حكومة اتحاد وطني تعني حكومة اتحاد الفساد واستمراريته اذ أنه لم يبق في لبنان مؤسسة نظيفة الا جيشه الذي يعمل السياسيون (لعدم تسليحه ) بانصياعهم لمشيئة الولايات المنحدة و اسرائيل – فيرفضون هبات من الاسلحة و الذخائر علهم بأتون بالجيش الى مستواهم …!
حفط الله هذا الجيش وثبت ولاءه للوطن و ليس للمذاهب و الطوائف…!
مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان تنم عن عدم شعور اللبنانيين بالمسؤولية