Archive for September, 2018
لا شك أن ادلب تعني عودتها الى حضن الدولة النصر الأكيد و آخر المعارك الكبيرة التي تنتظر الجيش السوري .اما بالنسبة لأمريكا واسرائيل والسعودية هي نهاية المطاف بخسارة مخططاتهم في سوريا وربما في كل المنطقة – كما أنها قبل الاتفاق الأخيركانت آخر أمل لهم أيضا بتحقيق تهديداتهم ولكن الاتفاق قلب السحر على الساحر و تأجلت معركة ادلب و تأجيلها يعني الخلاص من الارهابيين دون المس بالمدنيين ما يعني تسليم النصرة والجيش السوري الحرسلاحهما و رضوخهما للأمر الواقع. ومن ناحية اخرى أن الاتفاقية تسمح للارهابيين الغرباء بالعودة الى بلدانهم و هذا ما يخيف أمريكا و اوروبا فضلا عن خسارتهم مع اسرائيل آخر أوراقهم في المنطقة …!
فماذا سيحدث الآن ؟ اما أن يتحمل الغرب وحلفاؤه في المنطقة عودة الارهابيين لبلادهم أو أنهم سيتحملون ما كانوا يهددون به دمشق لو هاجم الجيش السوري ادلب – فعليهم أن يجتاحوا ادلب للقضاء على الارهابيين بأنفسهم لأنه لم يعد هناك من وكلاء يقاتلون من أجلهم فيتحملون هم المأساة التي تكلموا عنها أو مأساة الهجمات الارهابية في ديارهم ! و ما تصريح ترامب أن القوات الامريكية ستنسحب من سوريا بعد القضاء على الارهابيين الا اعترافا ضمنبا بخسارته آملا بحفظ ماء الوجه اذا تمكن من ذلك .

لبنان يرزح تحت ضغوط أمريكية و اقليمية بسبب عدم الشعور بالمسؤولية من مسؤوليه ! حكومة لبنان حكومة تصريف أعمال و رئيسها هو الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة العتيدة .
يقول الرئيس المكلف سعد الحريري أنه ليس مجنونا ليعتذر عن تأليف الحكومة و هذا ما يقر به اللبنانيون فبالطبع الحريري ليس مجنونا ليعتذر عن تأليف الحكومة و يدفع ثمن تنقلاته بين لبنان و السعودية و الدول الغربية !أما من الناحية الثانية فاللبنانيون يقرون بأن الرئيس المكلف يتصرف دون شعور بالمسؤلية تجاههم و تجاه لبنان فلو كان سعد الحريري رجل دولة لكان اعتذر عن تشكيل الحكومة أو كان رقض الضغوط الأمريكية و السعودية و كان قبل الهبة الروسية للجيش اللبناني و لتقطع أمريكا مساعداتها الهزيلة للجيش اللبناني التي تقدمها له لمحاربة الارهاب و المليشيات فهو أي الجيش اللبناني لا يمكنه خوض حرب مع اسرائيل في حال شنت الثانية حربا على لبنان ! بل كان على لبنان ليس فقط أن يقبل الهبة الروسية من الذخيرة لجيشه بل يسلح هذا الجيش من البندقية الى الطائرة من الصناعات الروسية التي سبق ووافقت روسيا عليها…!
في عهد الرئيس سليمان فرنجية رفض فخامته طلب أمريكا و اشترى الأسلحة من روسيا والتي ربح بها الجيش اللبناني معركة و قعت بينه و بين جيش العدو الاسرائيلي – اليس ذلك كافيا ليوقض ضمير السياسيين اللبنانيين و يضعهم أمام مسؤولياتهم أو أنهم حميعا يعملون كالرئيس المكلف …؟!

أية كذبة هي أقبح أن يقول رئيس دولة ناشئة أن المفاعل النووي الذي تبنيه بلاده هو لأغراض سلمية أو أن يتهم رئيس دولة عظمى دولة ناشئة أنها تستعمل أسلحة كيميائية ليبرر الأعتداء عليها ؟! بالطبع هذا مافعلته الولايات المتجدة الأمريكية مع العراق وتحاول وليس للمرة الأولى لاستعمال هذه الاحجية البائسة لتعتدي على سوريا …!
عندما استعمل الرئيس صدام حسين الأسلحة الكيميائية ضد ايران – و نحن هنا لا نبرر ما فعله – ولكن يجب أن نذكر الحقيقة أن تلك الأسلحة كانت هبة للعراق من الأمريكان لهذه الغاية و لم يبق له أسلحة كيميائية بعدها – ولكن عندما اتهمته الولايات المتحدة بامتلاك واستعمال هذا السلاح – لم يجرؤ صدام حسين على تكذيب الأمريكان لأنه كان يخاف أن تهاجمه ايران اذا علمت أنه ليس لديه سلاح كيميائي …!أما في سوريا فقد تخلصت سوريا بمساعدة روسيا من ترسناتهاالكيميائية و باعتراف هيئة الأمم بذلك …أما ما استعمله الارهابين في سورية و اتهم به الجيش العربي السوري وصل الى الارهابيين من ليبيا و بأمر من وزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة هللري كلنتن !
أما جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة في آخرعهد الرئيس اوباما و بحسب موقع الميادين أنه يقول في كتابه أنه التقى الرئيس بشار الأسد في جولته الشرق اوسطية – وعلى ذكر حديث الرجلين يقول كيري بما يخص المفاعل النووي الذي قصفته اسرائيل في سوريا – أن الرئيس بشار الأسد قال له أن المفاعل النووي هو لأغراض سلمية و أجابه كيري أنت كذاب أو أنت تكذب !
لي تعليقان على ما يقوله كيري الأول أنه لا يمكن لكيري أن يقول للرئيس بشار الأسد أنت تكذب و لا يرميه الرئيس بشار الأسد خارج مكتبه …! و الثاني أنه كيف يمكن لكذاب أن يتهم صادقا بالكذب و يصدقه الناس؟ و يقول الشاعر :” و ان أتت مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل” .
و نحن نعلم أن الأمريكيين كذبوا و يكذبون على العالم كل يوم و على ألسنة رؤسائهم و وزراء خارجيتهم…!