Journal Alissar – اليسار

شريحة من اللبنانيين – وهنا لا أعني أية طائفة أو مذهب من طوائفها – فهي مجموعة مؤلفة من مختلف المذاهب أفرزها النظام الطائفي العقيم في لبنان يصعب عليها فهم ما يجري في سوريا من هجمة ارهابية عالمية مدعومة من اسرائيل و دول الغرب و بعض أذنابهم العربية ومنها بعض سياسيي لبنان الكبير ! فما زالو لحد الآن بعد أن توضحت لأبسط الناس على مدار العالم أن مايجري في سوريا هو ارهاب مدفوع من الصهيونية و أدواتها للقضاء على شعبنا بتقسيم بلادنا و وضعها تحت سلطة الصهاينة المغتصبين لفلسطين المحتلة أو ضم بعضها الى الكيان الصهيوني الغاصب كما يحصل اليوم بما تبقى من الأراضي الفلسطينية ! واذ نرى اليوم السعودية ويتبعها بعض دول الخليج في عملية تطبيع مع أعداء شعبنا ؛ ولا عجب أن نرى السعودية تسعى لتطبيع العلاقات مع الكيان الاسرائيلي طالما أنها تاجرت بفلسطين منذ عام 1947 حتى اليوم … و رغم كل هذا ما زالت تلك الشريحة من شعبنا تنادي برحيل الرئيس الأسد و تتهمه زورا بقتل شعبه وتدمير بلده .

السوريون انتخبوا الرئيس الأسد لمدة ثانية – جرت الانتخابات في سوريا و خارجها – أما بعد أن صوت السوريون الذين نزحو الى لبنان من خطر الحرب وتلقاهم سياسيون لبنانيون و رحبوا بهم أصبحوا بنظر هؤلاء جيش احتلال بعد أن صوتوا بكثافة لصالح الرئيس الأسد ؛ هؤلاء الذين مددوا لانفسهم في مجلس النواب اللبناني والذين أبقوا على منصب رئاسة الجمهورية شاغرا والذين اختلقوا مشكلة النفايات والتي أتت على اللبنانيين بالأمراض والذين لا يأبهون لهجرة الشباب المثقف من لبنان- والبعيدين عن القيم الأخلاقية التي أوصلت لبنان الى شريعة الغاب والذين يسيرون كل منهم بموكب خلافا للرئيس بشار الأسد الذي يقود سيارته بنفسه في دمشق و ضواحيها برفقة زوجته و أولاده – هؤلاء السياسيين اللبنانيين وتلك الشريحة من الشعب التي تتبعهم يريدون أن يرحل (بشار) كما يقولون – و يريدون الاصلاح في سوريا …!

بعد قرار المحكمة الحزبية في الحزب السوري القومي الاجتماعي التي تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح لا مجال للسجال في موضوع انبثاق السلطة الحزبية فمسيرة الحزب مقدسة عند القوميين الاجتماعيين ودستورالحزب يقول :تنبثق السلطة عن القوميين الاجتماعيين- وهذا ما يعني أنه حق لكل عضو في الحزب اذا كان متمما واجباته الحزبية أن ينتخب قيادة الحزب وذلك منوط الآن بالمجلس الأعلى المنتخب من قبل ما يسمى بالمجلس القومي المؤلف من أعضاء منتدبين -عضو واحد من قبل كل مديرية وهذا ليس تمثيلا صحيحا لارادة القوميين الاجتماعيين!

المرجو والمطلوب تأليف لجنةحزبية تضم محامين لوضع قانون انتخابي يكرس حقوق القوميين الاجتماعيين ترشيحا وانتخابا لحفظ حقوق الأعضاء الناخبين والمرشحين وتحول دون المساومات في انبثاق السلطة الجزبية !

ان الحزب السوري القومي الاجتماعي – هذه النهضة العظيمة التي آمنت بمبادئها وتعاليمها يجب أن تكون عظيمة أيضا بالنهج والعمل لتحقق غايتها ولا يتم لها ذلك الّا بنزاهة انيثاق السلطة كما ينص عليها دستور الحزب…!

ان عزل الرئيس الممدد أسعد حردان بفرار من المحكمة الحزبيةخطوة بالاتجاه الصحيح في مسار الحزب الذي ضحى زعيمه أنطون سعادة بحياته من أجل بقائه .و نرجو أن لا يتوقف الاصلاح عند هذا الحد بل يكمل طريقه بحسب انبثاق السلطة في الحزب أن تنبثق السلطة عن القوميين الاجتماعيين فينتخبوا القيادة الحزبية من قبل كل عضو متمم لواجباته الحزبية -فلهذا شان اساسي بتقويم المسار الحزبي- والاسراع بالعمل على ايجاد نظام انتخابي داخلي مهم جدا في هذه المرحلة و الذي كان أحرى أن يعمل به بعد تشكيل المجلس الأعلى على أثر استشهاد الزعيم…!

نعم لقد فشل الانقلاب ضد اردوغان والأسباب أولها أن الجيش لم يتوجه باديء بدء لاعتقال اردوغان و ثانيها توجيه أمر للقوات التركية في العراق بالانسحاب والمرابطة على الحدود التركية السورية بمهاجمة داعش ! فأصبح لدى الأميركي قاسم مشترك مع اردوغان فاستقبله في القاعدة الجوية الأميركية في تركيا و أطلق ال-أف16- لتسقط كل مروحية للجيش التركي التي كانت في الاجواء ناقلة مجموعات من الجيش الى مراكزمختلفة في البلاد للسيطرة عليها!

فشل هذا الانقلاب الذي لو كان اردوغان خلفه كما يعتقد بعض المحللين للانقضاض عل ضباط كبارفي الجيش التركي غير موالين له و على القضاة فيحكم قبضته على الحكم خصوصا وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة ؛ يبقى لهذا الانقلاب الفاشل ايجابياته بالنسبة لسوريا والرئيس الأسد – فان من شأن هذا الانقلاب مهما كانت نتائجه أنه يغير في الرأي العام داخليا وخارجيا- فاردوغان الذي هو رأس الحربة بالمؤامرة الكبرى لاسقاط الدولة في سوريا أصبح واضحا أنه لا يتمتع بثقة شعبه وجيشه كالرئيس بشار الأسد الذي غالبا ما يقود سيا رته بنفسه في دمشق وبرفقة زوجته و أولاده و هذا بعد خمس سنوات من الحرب المدمرة – الشيء الذي لا يمكن أن يقوم به رجب اردوغان في أنقرة ! وهذا ما سيحدث تغييرا  بالنسبة للداخل التركي فتركيا ستكون منشغلة بنفسها؛ أما خارجيا فان ما سيقوم به اردوغان من تدابير قاسية بحق الجيش وكل من هو ضد سياسته سيظهر للعالم غطرسته ودكتاتوريته التي من شأنها أن تبعد عنه حلفاءه الغربيين الذين سيعملون على حفظ مياه الوجه – هذا اذا ما عملوا على الخلاص منه بأي طريقة يظهرون فيها للعالم أنهم حريصون على الديمقراطية التي ينادون بها ! و في كل حال فان تركيا لن تبقى كما يريدها اردوغان و أصدقاؤه الاخونجية و صديقته الوهابية…!

ان تقرير شيلكوت  أتى متأخرا و هو فقط اعتراف باحد الأخطاء التي ارتكبتها بريطانيا بحق شعوب العالم في تاريخها الاجرامي – وقد كانت بريطانيا المعلم الناجح في تثقيف الولايات المتحدة الأميركية في هذا الاتجاه – والتلميذ النجيب اجتاز فترة الدراسة بتفوق وأحرز تفوقا ملموسا عمليا على معلمه !

ماذا ننتظر من هكذا تقرير؟ فهل يحاكم بلير على فعلته أو يحاكم جورج بوش على انصياعهما الى مشيئة الصهيونية العالمية الحالمة بالسيطرة على العالم من خلال سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط ؟! وهل يغير تقرير شيلكوت من موقف برطانيا و أمريكا والغرب بأسره من نظرتهم وتعاونهم على تصفية فلسطين المحتلة التي  أشرفت على نهايتها – أو يغير من مشروعهم بتقسيم سوريا ؟ هذا المشروع الذي بدأوه في لبنان و أدى الى ست عشرة سنة من الحرب الأهلية و طرح الكونفدرالية خلالها لتقسيم هذا البلد الصغير الى كانتونات تكون فاتحة تفتيت المنطقة بأسرها ؛ هذا المشروع أفشله فريق من اللبنانيين رغم خيانة الفريق الآخر !

ان الخطط الاجرامية من الغرب ضد أرضنا وشعبنا لن تتوقف ألّا بتحرير فلسطين المحتلة . على شعبنا أن يعي ويعتبر من المعطيات على أرضنا منذ أن أوهم الغرب بعض السياسيين السوريين والعرب أنه سيخلصنا من الاحتلال العثماني – فقسم بلادنا الى دويلات طائفية متناحرة و أتى بالسرطان الى جنوبها في فلسطين – هذا السرطان يقضى عليه بخطوة منا الى الأمام و ليس الى الوراء كما يحصل دائما ؛ ان الدول العربية ومنها من هو في محيط سوريا الجغرافي لو أنهم عملوا على تحرير فلسطين بمقدار ما عملوا على خراب سوريا من تمويل وتسليح وتآمر مع الغرب لحرروا فلسطين منذ أمد بعيد !

ليعي شعبنا الحقيقة و ياخذ قراره بين يديه ويصرخ الى الأمام سر بدل الى الوراء در- و لتكن فلسطين بوصلة وجهتنا في التحرير فالغرب ليس حليفنا بل الغرب عدونا و لا أحد يصدق أنهم يريدون لنا خيرا – وخصوصا لا أحد يصدق أن الغرب يريد الأمن للبنان وتحييده عما يجري في المطقة و حمايته من الارهاب فهم و ان أرادوا فعلا حماية لبنان فكيف و  ليس لهم القدرة على حماية بلادهم وقد هزها الارهاب …!

بذكرى الشهادة

بذكرى الشهادة والشهادة بجلها

بنادي ع روحك يا زعيمي وقلها

رفي على حدود الوهم في بلادنا

وتفقدي الأمة بمصابا وذلها –

فلسطين نقطة ارتكاز وجودنا

و مدمرة و البربري محتلها

و اسكندرونّا صار خلف حدودنا

مشتاق من صنين نسمة يشمها

وقبرص غريقة ببحرنا – وجرونا

بتسمع نداها عم تناجي أمها

ناطرة بلكي انجمعنا جهودنا

بتصير فيها  الأم ليها تضمها

ولبنان رغم جهادنا وصمودنا

باقي أسير الطائفية وسمها

و ماشي ع دربو عراقنا وصفوفنا

ما حققت جمع الأهالي ولمها

و ع الدرب صوب عمان زادوا سدودنا

و بالقرابي سام صفا عمها –

و الشام شالت بايام بعض همومنا

صار بدها مين يحمل همها

بذكرى الشهادة رافعين كفوفنا

نأدي التحية للكرامة و أهلها

ما بتدمع بجنب الضريح عيونّا

و الخوف والضربات آخرهمها

الحزن المعشعش في حنايا قلوبنا

خسرنا القيادة يا زعيمي وظلها

ما عاد عنا مين يضوي دروبنا

و لا عاد عنا مين يملي محلها

الّا رسالة قدستها نفوسنا

و مذيلة بختم الزعامة ودمها !